blackswan عضو دهبي
عدد المساهمات : 177 النقاط : 6353 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 03/04/2011
| موضوع: الإعلام الهادف والتطلعات الثلاثاء يونيو 28, 2011 9:51 am | |
| الإعلام الهادف والتطلعات اسماعيل العمري الإعلام الهادف والتطلعات
الفرحة كانت عارمة حينما أعلنت قناة المجد عن انطلاق قنواتها للمشاهدين، ولاقت أصداءً واسعة وترحيباً بالغاً وثقة من الناس؛ ولذلك استطاعت أن تدخل البيوت التي كانت مغلقة حتى من الراديو، وبعد هذه النجاحات والشهرة قام فريق آخر بمحاولة تكرار التجربة، والسعي للحصول ولو على جزء بسيط من تلك النجاحات. وانطلقت القنوات تتلوها قنوات، ومع كل خبر انطلاقة قناة جديدة يستبشر المشاهدين بأن هذه القناة هي من ستلبي رغباتهم وتطلعاتهم وآمالهم، ومع الأسف فما يزال المشاهد يصاب بخيبة أمل تتلوها الخيبة لما يراه من هدر لطاقات وأموال الأمة على برامج ضعيفة لا ترقى لذائقة المشاهد، وسوف أحاول هنا أن أوجز في أسباب هذا الضعف والحلول الممكنة وبالله التوفيق. أسباب ضعف الإعلام الهادف: 1. افتقاد البعض للنوايا الصادقة والإخلاص والاحتساب، والسعي وراء الشهرة، وأي عمل لا يكون لله ولا يحمل أصحابه النوايا الصادقة والهم في تبليغ رسالة هذا الدين فإن المنتج النهائي بلا شك سيكون ضعيفاً ولن يصل إلى القلب. 2. قلة الخبرة، وهناك مع الأسف الشديد عدداً ليس بالقليل هم بإخراج قناة ولا يملك من الخبرة شيئاَ، والإعلام في وادٍ وهو في آخر؛ ولذلك فإنه سيخسر الكثير من المال والتجارب وسيرتكب الأخطاء الجسام والتي كان سيختصرها عليه أصحاب الخبرات، ومن المؤسف أن تجد أحدهم ليس له في الإعلام سوى شهر؛ يزيد أو ينقص وتجده لا يستمع بنصيحة أحد وينتقد من سبقوه في الإعلام بسنوات طويلة، وأنه وصل لعلم لا يستطيع أحد أن يصل إليه، والبعض يريد أن يخرج قناة أو قناتين وليس لديه سوى مبلغ لا يغطي إنتاج جزء من برامج السنة الأولى . 3. يفتقد الإعلام المحافظ لدراسات الجدوى واتضاح الرؤى والأهداف والسياسات التي يريدون الوصول لها، وتسأل البعض عن رؤيته وتجده لا يعرف ما هي الرؤية وما هي الخطة التنفيذية وإنما هي أفكار برامج وتنفيذ بأقل التكاليف الممكنة، والبعض مع الأسف يضع رؤيته ورسالته بعد الانطلاق ويقوم بتغييرها وتغيير أهدافه والأدهى من ذلك من يغير رسالته أيضاً، والبعض يسير حسب أهواء المشاهد وطلباته دون دراسة ودراية عن جدوى ما يعمل. 4. ما يؤسف حقاً أن تجد البون الشاسع فيما ينفق على الإعلام الغير هادف وما ينفق على الإعلام المحافظ. إن قلة الدعم المادي لهي سبب رئيس في إخفاق الكثير من القنوات وهذا يعود لجهل البعض بالتكاليف الحقيقية لإخراج قناة واحدة منافسة؛ ثم يصطدم بكثير من العقبات الجسام ويكون أمام خيارين أحلاهما مر فإما أن يغلق القناة وإما أن يُرشّد ويستمر بأقل التكاليف التي لا يستطيع بها على المنافسة. 5. من المسائل المهمة والتي لا يدركها البعض هي مسألة أن نخرج أولاً ثم نطور أنفسنا، وهذه نقطة في غاية الأهمية حيث أن بعض أصحاب القنوات نسوا أو تناسوا أن الانطباع الأول لدى المشاهد مهم جدا وقد لا يعود المشاهد بعد هذا الانطباع مرة أخرى لمشاهدة هذه القناة أو تلك؛ لأن الخيارات لدى المشاهد أصبحت متعددة، من قنوات ومن انترنت وهاتف محمول مليء بالبرامج المسلية وغيرها ولم يعد لديه خيار واحد، ومن خلال دراسات ولقاءات تبين أن المشاهد لم يعد لديه قناة مفضلة بل برامج مفضلة وهذه الجزئية ضيقت الخناق أكثر على أصحاب الرؤى الفنية الضعيفة، ومما لا شك فيه أنك تعلم أن تغيير الانطباع الأول ليس من السهولة بمكان، وأن المقابل يحتاج لسنوات حتى تعيد بناء الثقة لديه وتغيير ذلك الانطباع هذه باختصار أبرز نقاط ضعف القنوات الفضائية المحافظة من وجهة نظري، وحينما ذكرنا أسباب الضعف كان لزاماً علينا أن نذكر الحلول الممكنة للنهوض بها ومحاولة إشباع رغبات المشاهد وتطلعاته الحلول المقترحة: 1. أن يتم دمج أكثر من قناة مع بعضها البعض؛ وخاصة القنوات التي تحمل نفس الرسالة كالقنوات الشبابية مع بعضها، والقنوات الدعوية مع بعضها وهكذا، وهذا سيختصر الكثير من المسافات بالتقاء الخبرات ودمج الأموال بدلا من الهدر المالي على منتج لا ينافس. 2. أن يتم جلب أصحاب الخبرات الإعلامية حتى ولو لم يكونوا بنفس التوجه وإنما الاستفادة من خبراتهم بسياساتنا، فبدلاً من أن أجلب موظفين ذوي خبرات معدومة أو ضعيفة أجلب رجل متمكن وأعطيه مرتب عال ولكنه عن عشر موظفين، أو بمعنى آخر بدلاً من أن أجلب عشرة موظفين بخبرات ضعيفة وأعطي كل واحد منهم 7 آلاف ريال بمجموع 70 ألف ريال، أقوم بجلب موظف واحد متمكن وأعطيه ثلاثين ألف ريال أو أربعين ألف ريال وبذلك أكون قد وفرت مال وكسبت وخبرة. 3. من أهم أسباب المنافسة هو التدريب والتطوير، ويفتقد الإعلام المحافظ لهذه النقطة المهمة فالإعلام والتقنية تتطور بشكل مذهل ولا نستطيع مواكبتها إلا بالتدريب. 4. لم يكلف بعض أصحاب القنوات المحافظة أنفسهم بالبحث والدراسة عن أفضل السبل للوصول للمشاهد؛ ولذلك تجد أن أغلب القنوات توجه حديثها توجيهاً مباشراً، للمتلقي وقد أثبتت الدراسات النفسية والتربوية أن أسلوب توجيه الحديث المباشر من الأساليب المنفرة في التخاطب وإيصال الرسالة المناسبة، ومع الأسف فالتوجيه المباشر، ضارب بأطنابه في أغلب الشاشات بدون معرفة ما إذا كانت الرسالة قد وصلت بشكل جيد أو لا، ومن دون مشاهدة الدراسات والأبحاث في كيفية إيصال المعلومة بشكلها الصحيح وكيف يتم التخاطب أحياناً مع العقل اللاوعي لزرع البذرة الحسنة فيه، ولم يكلف البعض نفسه في أن يقدم نصحه للضيوف في كيفية التعامل مع الكاميرا، وما هي الموضوعات التي تتناسب وطرح القنوات، وكيف افهم نفسية المشاهد لكي أصل إليه بشكل محبب له. 5. السعي لإيجاد أوقاف خاصة بالمشروعات الإعلامية أو القنوات الفضائية حتى يضمن أصحاب القنوات وجود دخل ثابت؛ لكي يستطيعوا البقاء، وهذا أفضل من بقاء بعض القنوات على الدعم الخيري من قبل بعض التجار وذلك لعدم ضمان استمراريته. وأخيراً: هذا لا يمنع من القول بأن هناك إعلام هادف يسير بخطى ثابتة، ولكن الذي نطمح إليه هو المنافسة الحقيقية لكسب ثقة المشاهد ومتابعته، وأنصح كل من لديه نية في إخراج قناة جديدة بأن يتوقف عن ذلك ، فالأزمة الاقتصادية ضاربة بأطنابها والمعلنين والرعاة والتجار يعيدون النظر الآن في أوضاعهم المالية ومتوقفين عن دعم وافتتاح أي مشاريع جديدة حتى ينظروا إلى ما تؤول إليه هذه الأزمة الاقتصادية، وأكبر دليل على ذلك ما طالعتنا به الصحف من إعادة ترتيب الأوضاع الداخلية في كل من شبكة قنوات روتانا وart و mbc في ظل الأزمة المالية التي تمر بها هذه الشبكات التي تنعم بدعم من كبار رجال الأعمال العرب ولك أن تتخيل أن هذه الشبكة بدأت بحملات تغيير كبيرة على مستوى القيادات وعلى مستوى تخفيض الميزانيات والتي وصل بعضها إلى تخفيض يصل إلى ربع ميزانية العام الماضي .. فكيف بالقنوات المحافظة التي يعتمد أغلبها على جمع التبرعات، ولا شك أنه من المؤسف سوف نشهد في السنتين القادمتين غربلة شديدة ستطال القنوات المحافظة وسيترتب على ذلك انخفاض عددها والذي قد يصل إلى النصف. أسأل الله القبول والنفع | |
|