من المعروف أن كل شيء يتطور في تقنية الهواتف المحمولة ما عدا تقنية البطاريات. البطارية تشكل أزمة لأي مستخدم هواتف ذكية التي تحولت إلى ما يشبه أجهزة كمبيوتر صغيرة من حيث المعالج والتطبيقات المتطورة والشاشات عالية الدقة ورائعة الألوان. لكن هذه الإمكانيات الهائلة تتحول إلى أزمة عندما تموت بطارية هاتفك أثناء حاجتك الماسة إلى إجراء مكالمة ضرورية.
يبدو أن مشكلة البطاريات استعصت حتى على أضخم الشركات, عندما ترى بأن شركات بحجم سوني أو سامسونغ أو آبل أو مايكروسوفت لم تجد حتى الآن حلاً مرضياً لمشكلة البطارية تلك, حينها نعلم بأن حل المشكلة ليس بالأمر السهل حتى على المستوى القريب المنظور.
هنا جاء فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا وقرروا التفكير خارج الصندوق قليلاً وبدأوا بمشروع GreenDroid وهم يحققون الآن نتائج ملموسة تجعل من تطبيق الفكرة عملياً أمر قريب سنرى نتائجه الفعلية خلال الشهرين القادمين. لكن ماهي فكرة GreenDroid؟
تحتوي شرائح المعالجات عادةً ما يسمى بالسيليكون الأسود Dark Silicon وهو الأجزاء غير المستخدمة من شريحة المعالج, والفكرة هي الاستفادة من هذه المساحة بإضافة قطع الكترونية تتولى مهمة معالجة المهام الشائعة التي يؤديها نظام أندرويد والتطبيقات الشهيرة والموجودة في معظم الهواتف, هذه المعالجة تتم بشكل مباشر عبر هذه الدارات المخصصة لمعالجة هذه المهام تحديداً دوناً عن غيرها وهذا سيؤدي إلى أداء أكثر فاعلية بعشر آلاف مرة عن فعالية نواة المعالج المستخدمة لمعالجة جميع المهام وهو ما يتم في هواتفنا حالياً وهذا سيؤدي إلى سرعة أعلى وأداء للبطارية أفضل بـ 11 ضعف مقارنةً بالأداء الذي تؤديه البطاريات الآن.
ما قام به الفريق هو إنشاء برنامج يقوم بحساب العمليات والحسابات التي يجريها المعالج أثناء معالجته للمهام الشائعة التي يقوم بها أندرويد بالإضافة إلى التطبيقات المستخدمة بكثرة مثل تشغيل الفيديو والخرائط والبريد الاكتروني وتشغيل الموسيقى وغير ذلك بعد ذلك يقوم البرنامج بتحويل هذه الحسابات إلى خريطة دارات الكترونية تقوم بتنفيذ هذه المهام على الشريحة مباشرةً بدل أن يتم تنفيذها عبر النواة العامة للمعالج التي تقوم بتنفيذ جميع المهام.
نجح الفريق في تجربة هذا بنجاح من خلال برامج المحاكاة على الكمبيوتر والآن قاموا بإرسال التصميم الأول إلى شركة مختصة لتصنيع الدارة المتوقع الانتهاء منها في شهر حزيران/يونيو القادم حيث سيقومون بتجربة الدارة وإجراء اختبارات قياس الأداء بشكل عملي.
في حال نجح المشروع وتم تطبيقه عملياً فستشهد هواتف أندرويد نقلة نوعية تسهم في زيادة انتشارها وتجعلها أكثر تميزاً من ناحية فاعلية الاستخدام والتوفير في استهلاك البطارية.
منتديات الحلم تألق و ابداع